بين الغناء والتمثيل والرقص والجمال، حققت ميرفا قاضي نجاحات كثيرة، ودائماً ما تخطف الأنظار بإطلالاتها الرائعة، وتثبت حضورها في الأعمال التي تشارك فيها، على المسرح وعبر الشاشات، من خلال إحترافها الكبير في عملها.
وبعد نجاحها في المسرحية الغنائية الأكثر شهرة في المسرح العالمي "Broadway" "شيكاغو بالعربي"، قدمت ميرفا قاضي عملاً إستعراضياً موسيقياً غنائياً بعنوان "الموت على خشبة المسرح" (Mourir sur scène)، تعاونت فيه مع المخرج اللبناني روي الخوري، كرمت فيه النجمة العالمية الراحلة داليدا، وشاركها في العمل الفنانون ماتيو خضر، مابيل رحمة وباسم فغالي.
وعن دورها في "Mourir sur scène"، حصلت ميرفا على جائزة "التميّز بتجسيد شخصية الراحلة داليدا"، في حفل الموريكس دور لعام 2024.
موقع الفن إلتقى ميرفا قاضي، وكان لنا معها هذا الحوار.


بعد فوزكِ بالموريكس دور، هل ستستمرين في تقديم العرض المسرحي "Mourir sur scène"؟ وهل يمكن أن تقدميه عالمياً، خصوصاً في ظل عدم وجود أي تكريم آخر لـ داليدا حالياً؟


طبعاً دور داليدا لم ينتهِ بعد، وسأستمر في تقديم العرض في لبنان، ونحن نحضر لعرض عالمي خارج لبنان سنعلن عنه لاحقاً، وسنكرم داليدا بشكل يليق بها عالمياً.


بعد تركيزكِ على المسرح في الفترة الأخيرة، ما سبب إبتعادكِ عن السينما والمسلسلات؟


لم أقتنع بالأدوار التي عرضت عليّ، وقد وصلت إلى مرحلة وقعت فيها بين خيارين، إما الإقتناع بالكامل 100% من كل النواحي للقبول بعمل ما، أو أرفضه، كما أن تركيزي أصبح أكثر في المسرح الـ Musical Theatre، لأني أجد نفسي فيه وأنا ملكة أفكاري، وأنفذ ما أحبه وأراه مناسباً، وفي الوقت نفسه، أمثل وأرقص وأغني من خلاله في مكان واحد، وهذا ما لا يستطيع فعله أي ممثل على الشاشة. خلال التمرينات يكون هناك ضغط كبير، لأني أسعى دائماً لإنجاح ما أقدمه، بالإضافة إلى التفاصيل الصغيرة جداً، التي يجب أن أعمل عليها، لأن هذا شغفي في الفن، ولذلك لا أشعر بالتعب، بل أشعر بالفرح، وهذا هو المجال الذي أشعر أني حققت فيه نجاحاً كبيراً.



هل كنتِ مقتنعة بالدور الذي جسدتهِ في فيلمكِ الأخير "المزرعة"، مع الممثل اللبناني وسام حنا؟


حقق فيلم "المرزعة" نجاحاً كبيراً وانتشاراً واسعاً، ولم نكن نتوقع ذلك، وعندما شاهدته تأثرت وحزنت كثيراً، فالطفل جسد دوراً جميلاً ومؤثراً، وكان أداؤه طبيعياً جداً، إلا أن الدور الذي جسدته في الفيلم، لم يكن دور أحلامي، ولكنه وجد لكي يخدم الفيلم وفكرته، وسام حنا جسد الشخصية العطوفة، أما أنا فجسدت الدور المعاكس، لأنه يجب أن يكون هناك تباين في الأدوار، لكي تصل رسالة الفيلم بقوة إلى الجمهور، ولذلك أعتبر أن دوري في هذا العمل كان أساسياً.


هل لا زلتِ تبحثين عن دور أحلامك؟


أنا في مرحلة من التركيز العالي، على ما أقدمه وله علاقة بالـ Musical والمسرح، من تمثيل ورقص وغناء، أما من ناحية المسلسلات والأفلام، فإذا عرض عليّ دور كبير، ورأيته مناسباً لي، فبالطبع سأقبل به، ولكن لن أقبل بعد اليوم، بأدوار تخدم مسلسلاً أو فكرة معينة.


تحضرين لعمل غنائي جديد، أخبرينا عنه قليلاً.


عندما كنت في الـ17 من عمري، تعرفت على المؤلف الغنائي طوني أبي كرم، وهو أول شخص آمن بي وبموهبتي وشجعني على الغناء، الذي كان أحد أحلامي، وبسببه أطلقت أغنيتَي "كل دقيقة" و"أبعد عنو"، إلا أني في ما بعد، إهتممت أكثر بالتمثيل، وبدأت العمل بعدة مسلسلات في عام واحد، ولم يكن لدي أي وقت للعمل على أغاني، إلى أن عدت وأطلقت بعض الأغاني، منها "Danse avec moi"، "حاجة سبيسيال" و"هوا بيروت". علاقتي بطوني ليست علاقة ملحن وكاتب بفنانة، بل هناك بيننا ما هو أعمق من ذلك، وما نعمل عليه حالياً، ليس فقط أغنية، بل جدول أعمال وخطة مميزة للمستقبل، وستكون هناك مفاجأة، وما نحضر له لا يشبه أحداً. في الأغنية الجديدة، سنحافظ على اللهجة اللبنانية في الكلمات، مع الموسيقى العالمية.


احتفلنا مؤخراً بعيد الحب، هل هناك أحد معين في قلب ميرفا؟


هناك عملي وأهلي وبعض أصدقائي، وهناك أيضاً حيواناتي الأليفة التي أحبها كثيراً، فكلما تقربت من الناس، أشعر أن عشرة حيواناتي الأليفة هي أفضل، ففي هذه الحياة كل شيء يتغير، ولا يوجد وفاء لدى الناس، كما فقدنا المبادئ والحب الحقيقي، وهذا يزعجني جداً، ولهذا السبب دائرة المقربين مني ضيقة جداً، وهكذا أشعر بالفرح.


هل نحتاج إلى عيد نتذكر من خلاله الحب؟


من المفترض أن يكون الحب في قلوبنا، وعندما تكون شخصاً يحب، فهذا يعني أنك شخص جدي، وليس لديك أي حقد أو كره، وتحاول مساعدة الآخرين قدر الامكان، ولا أعني هنا الحب بين شخصين. التكنولوجيا ووسائل التواصل الإجتماعي، أثرت على تفكير الجيل الجديد، وجعلته يهتم بالأمور السطحية.
عندما تسأل أي شخص إذا كان سعيداً في حياته، نادراً ما تجد من يقول لك "نعم"، أما بالنسبة لي، فهناك الكثير من الأمور الصغيرة والبسيطة التي تجعلني سعيدة.